علينا إعادة النظر في كلماتنا، وأن نحاول أن ننتقي منها ما يعود علينا وعلى غيرنا بالحب والألفة والراحة النفسية.
لننتبه إلى كلمة نطلقها غير آبهين تكسر أحدهم، وتضعضع كل قوة وهمة فيه.
لننتبه إلى كلمة نطلقها كرصاصة طائشة، تستقر في قلب أحدهم فتقتل معها كل المشاعر الطيبة، وتنهي معها أعظم العلاقات.
الكثيرا من علماء الاجتماع يشيرون إلى قوة الكلمة التي تعادل أو ربما تتفوق على أي قوة أخرى توصل لها الإنسان، كقوة الكهرباء أو الطاقة الذرية أو النووية أو غيرها، لأنها تمس الروح والعقل والقلب، فيكون تأثيرها أكبر إذ تحفز الجسد لفعل أو رد فعل، أما بقية القوى الأخرى فإنها تمسّ الجسد فقط وقد تفنيه، فلا تكون بمستوى التأثير الذي تلحقه الكلمة.
والكلمة هي آداة مؤثرة ومحركة، وهذه هي خلاصة فكرة روبنز في القسم الخاص بمفردات النجاح من كتابه سالف الذكر، وهو يطرح فيه سؤالا مهما يتناول أهمية اللغة في تشكيل تجربتنا في الحياة، ويجيب على هذا السؤال الذي يبدو بسيطا في ظاهره، بجواب بسيط فعلا إذ يقول: إن اللغة شيء أساسي للغاية، فالكلمات التي نصف بها تجربتنا تصبح هي نفسها تجربتنا بكل بساطة.
وتبرز أهمية الكلمة وأثرها العظيم في كونها سلاح ذو حدين؛ فيرفع اللَّه بها أقوامًا، ويحط بها آخرين؛ فالإنسان يدخل الإسلام بكلمة، ويخرج منه بكلمة، ويبني بيتًا وأسرة بكلمة، ويهدم بناءً ويفرق جمع أسرة بكلمة، ويدخل الجنة بكلمة، ويسقط في النار بكلمة، وتشتعل الحروب بكلمة، كما يقال: فإن الحرب مبدؤها كلامُ؛ فإن للكلمة أثر عظيم في توجيه حياة الإنسان، سواءً إلى السعادة أم إلى الشقاء؛ فإذا كانت الكلمة طيبة فأنها تؤلف القلوب، وتصلح النفوس، وتذهب الحزن، وتفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر، وتزيل الغضب، وتشعر بالرضا والسعادة، وتنشر الألفة والمودة في المجتمع وتعمق أواصر الوحدة بين الناس؛ أما إذا كانت الكلمة خبيثة فتهدم المجتمعات، وتدمر الأخلاق، وتخرب العلاقات، وتصنع العداوة، وتزرع التفرقة والكره والحقد في النفوس، والقسوة في القلوب، وتشعل الفتن، وتسمم الأفكار، وتدعو إلى الشر.
وكما قال عبدالرحمن الشرقاوي:
أَتَعرِفُ معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة فى كلمة
دخول النارِ على كلمة
وقضاءُ اللهِ هو كَلِمة
الكَلِمةُ نور
وبعض الكلمات قبور
الكلمة فرقان بين نَبىٍّ وبَغىٍّ
بالكلمة تَنكَشِفُ الغمَّة
الكَلِمَة نورٌ ودليلٌ تَتْبَعُهُ الأُمّة
عِيسَى ما كان سِوَى كَلِمَة
أَضَاءَ الدُّنْيا بالكَلِمات
وعَلَّمَها للصّيَادين
فَساروا يَهْدُونَ العَالَم
الكلمة زَلْزَلَت الظَّالِم
الكلمة حِصْنُ الحُرِّية.
وقيل ايضا "رُب كلمة قالت لصاحبها دعني"
اكتب تعليقك وسنرد عليك