أحكام التجويد

أحكام التجويد أو أحكام التلاوة التي يجب تعلمها اذا اردت ان تتلوا القرآن بشكل صحيح، كما كان يتلوه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.


مما لا شك فيه فإن من أعظم الطاعات التي يتقرب بها العبد إلى الله هي قراءة القرآن الكريم؛ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقد تعبد الله بها عباده، فقال:
﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ﴾ 
وقد حث ارشدنا النبي صلى الله عليه وسلم  فقال: «اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه»
وقد أعد الله لقارئ القرآن من الأجر والثواب ما تقر به عينه، وينشرح به صدره، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن، ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق؛ له أجران»
ولكي ينال المسلم الأجر كاملا، ويحظى بالثواب وافيًا، عليه أن يقرأه بالصفة التي أمر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم، والتي لا تتحقق إلا بمراعاة أصول القراءة، والمحافظة على أحكام التلاوة، المستمدة من قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي نقلت إلينا بالتواتر، وثبتت بالأحاديث الصحيحة، ولا تتأتى هذه الصفة إلا بالتلقي، والمشافهة، والأخذ من أفواه المشايخ المتقنين؛ لأن الأصل في هذا العلم هو التلقي، فقد تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام، ثم لقنه للصحابة الكرام بنفس الطريقة التي قرأ بها، وهكذا تواترت هذه الطريقة حتى وصلت إلينا، وقد اتفق العلماء على تسمية هذه الطريقة التي يقرأ بها القرآن بالتجويد، الذي أصبح علمًا قائمًا بذاته، يبحث في الكلمات القرآنية؛ من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها، حتى يتمكن القارئ من إجادة القراءة، وحسن الأداء، وحفظ لسانه عن الخطأ في قراءة القرآن الكريم؛ حتى تتحقق له سعادة الدارين الدنيا والاخرة، وينال رضوان الله تعالى.

وَالأَخْذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْمٌ لازِمُ .. مَنْ لَمْ يُصَحِّـحِ الْقُرَانَ آثِـمُ.

يعرف علم التجويد بأنه:

علمٌ يبحث في ألفاظِ القرآن الكريم من حيث إخراجُ كلِّ حرف من مَخرجه، وإعطاؤه حقَّه ومستحقَّه من الصفات.

وحق الحرف؛ أي: الصفات الذاتيَّة، ومستحق الحرف؛ أي: الصفات العرَضية، وسبق الحديث عنهما.


وحكم تعلم التجويد النظري أي: معرفة قواعد وأحكام علم التجويد: (فرضُ كفاية)؛ إذا قام به البعضُ سقط الإثمُ عن الباقين، وإن لم يقم به أحدٌ أَثِم كلُّ قادر من المسلمين.


أما حكم التجويد التطبيقي أي: قراءة القرآن بأحكام التجويد: (فواجب وجوبًا عينيًّا) على كلِّ مسلم ومسلمة؛ فقد قال تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ﴾

والأمر هنا للوجوب، وهذا ما قصده النَّاظم بقوله: "وَالأَخْذُ بِالتَّـجْـوِيدِ حَـتْمٌ لازِمُ".


وفيما يلي أحكام التجويد..

1-أحكام النُّونِ الساكنة والتنوين

أحكام النون الساكنة والتنوين وهي أربعة أحكام: الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء.

الإظهار:

وهو إظهار النطق بالنون الساكنة أو التنوين إذا جاء بعدها أي حرف من الحروف الحلقية الآتية:” ء-هـ-ع-ح-غ-خ“ ويجمعها قولك همزة، فهاء ثم عين حاء مهملتان ثم غين خاء.

الإدغام:

ومعناه جعل الحرف الساكن الموجود في آخر الكلمة مع الحرف المتحرك بعده كحرف واحد مشدد، فإذا جاءت النون الساكنة أو التنوين في آخر الكلمة وجاء بعدهما حرف من حروف ”يَرملُون“ فإنه ينتج عن هذا الإدغام حرف واحد مشدد لتقارب نطقها، مثل: ((مَنْ يَعْمَل)) فإن النون تدغم في الياء ويصيران كالياء المشددة .

والإدغام قسمان :

القسم الأول: إدغام بغنة: وذلك إذا جاءت النون الساكنة أو التنوين في آخر الكلمة وبعدهما حرف الياء أو النون أو الميم أو الواو وهي حروف كلمة ”يَنْمُو“ كما في الأمثلة الآتية:

القسم الثاني: إدغام بغير غُنّه: إذا جاءت النون الساكنة أو التنوين في آخر الكلمة وبعدهما الراء أو اللام.

الإقلاب:

 ومعناه قلب النون الساكنة أو التنوين في آخر الكلمة ”ميماً“ إذا جاء بعدها ”باء“، مثل: ((مِنْ بَعْد مَا جَاءَتْهُمُ البيَّات)).

الإخفاء:

 وهو إخفاء نطق النون الساكنة أو ”التنوين“ بشكل متوسط بين الإظهار والإدغام، وذلك إذا جاء بعدهما أحد الأحرف الآتية: ”ص-ذ-ث-ك-ج-ش-ق-س-د-ط-ز-ف-ت-ض-ظ“ وهي الحروف الأولى من هذا البيت:

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبا زد في تقى ضع ظالما.

أحكام النون والميم المشددتين. تظهر الغُنَّةُ عند النطق بالنون والميم المتشددتين، والغُنَّةُ هي إخراج النَّفَسِ من الأنف أثناء النطق، مثل قوله تعالى: ((مَلِكِ النَّاسِ)) و ((عَمَّ يتسَاءَلُونَ)).

2-اللامات السواكن

حكم اللامات السواكن. لام ال، لام الفعل، لامَا (هل وبل).

أولاً: لام ال، وهي قسمان:

لام قمرية تظهر في النطق بوضوح وذلك إذا جاء بعدها حرف من أحرف العبارة الآتية: (ابغ حجك وخف عقيمه). وهي أربعة عشر حرفا. مثال: (إن الإنسان)، رب هذا البيت، ولا تكن من الغافلين، الحمد لله، الجنة، الكافرون، الوعد، الخناس، يوم الفصل، العالمين، القارعة، في اليم، الملائكة، الهدى.

 لام شمسية وهي لام لا تظهر في النطق ولكن تدغم في الحرف الذي يليها وذلك إذا جاء بعدها حرف من الأحرف الآتية: (ط-ت-ص-ر-ث-ض-ذ-ن-د-س-ظ-ز-ش-ل). وهذه الأحرف هي أول كلمات البيت التالي:

طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفا للكــــــــــــــــرم.

الأمثلة: الطامة من الثمرات، الصبر، الراكعون، التائبون، الضحى، الذاريات، الدهر، الساعة، الظالمون، الزقوم، الشمس، الليل.

ثانيا: لام الفعل

تدغم لام الفعل إذا جاء بعدها لام أو راء، مثل: ((قُل لِمَن)) أو ((قُل رَبُّكمْ)) وتظهر دائما فيما عدا ذلك أي إذا لم يأت بعدها لام ولا راء، مثل: ((قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)) وكذا تظهر مع بقية الحروف الهجائية كلها عدا اللام والراء فإنها تدغم كما قلنا.

ثالثا: لام هل و لام بل

تدغم لام كل منهما إذا جاء بعدها لام أو راء، مثل: هل لنا، بل لا يخافون، قال بل ربكم، كلا بل ران، وتظهر فيما عدا ذلك مثل: ((هَل تَعْلَمُ لَه سمِيَّا)) أو ((كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العَاجِلَةَ)).

3-الميم الساكنة

أحكام الميم الساكنة  ثلاثة: إما الإخفاء أو الإدغام أو الإظهار

الإخفاء:

 إذا جاء بعدها حرف ”الباء“، مثل: ثم أنهم بعد ذلك يومهم بارزون. ويسمى إخفاءً شفوياًّ

الإدغام:

 إذا جاء بعدها حرف ”الميم“، مثل لهم ما يشاءُون. فتدمج الميمان في بعضهما إدماجا صغيرا.

الإظهار:

 إذا جاء بعدها أي حرف من حروف الهجاء عدا ”الباء والميم“. مثل: ألم نشرح، لم يكن، عند ربهك يومئذ. وهكذا مع كل الحروف الهجائية باستثناء الباء والميم.

4-أحكام المد

والمد هو إطالة الصوت بالحرف عند النطق به ليظهر الكلام بوضوح، وحروفه ثلاثة: الألف الساكنة بعد فتح، والياء الساكنة بعد فتح، والياء الساكنة بعد كسر، والواو الساكنة بعد ضم. مثل: الرحمن الرحيم، يقولون.

 وهو قسمان: مد أصلي ومد فرعي.

المد الأصلي: 

هو المد الطبيعي لأي حرف من حروف المد الثلاثة ليس بعد همزة ولا سكون، ومعنى طبيعي أي يمد الصوت به قدر حركتين أي قدر قولك: واحد أثنين مثل قوله تعالى: ((أَتُمِدونَني بِمَالً)) بوضوح وترتيل هادئ، وأكثر المدود في القرآن من هذا المد السهل.

المد الفرعي:

 هو المد الزائد عن الطبيعي بسبب وجود الهمزة أو السكون بعد حرف المد. ومعنى زيادة المد هنا أن يكون بمقدار أربع حركات أو خمسة أي كما تعد من واحد إلى أربعة أو خمسة، ولهذا المد أقسام وأحكام كما أن هناك مداًّ معنوياً إسمه:

مد التعظيم: في مثل قولك ”لا إله إلا الله“ فالمقصود هنا المبالغة في النفس للتعظيم. وسنوضح فيما يلي أنواع المد الفرعي وحكم كل نوع منها.

المد الفرعي:

وهو إما مد متصل أو منفصل أو عارض للسكون أو مد لين أو مد بدل أو مد لازم مثقل أو مخفف في الكلمة أو في الحرف وإليك توضيح كل ذلك:

1. المد الواجب المتصل:

 وهو ما كان سببه الهمزة المتصلة بحرف المد قبلها من نفس الكلمة، مثل جاء، جيئ، سوء. تمد كل منها أربع أو خمس حركات وجوباً.

2. المد الجائز المنفصل:

 وهو ما كان سببه الهمزة المنفصلة من حرف المد في كلمة أخرى مثل: ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ)) ((إِنِّي أَنَا الله)) ((قُولُوا آمَنَّا)) ويجوز مده من أربع حركات إلى خمس جوازاً.

3. المد العارض للسكون:

 وهو أن يأتي بعد حرف المد سكون غير أصلي بل سببه الوقف فقط، مثل: ((وَإِيَاكَ نَسْتَعِينْ)) ((لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيد)) ويمد حركتان أو أكثر إلى ست حركات.

4. المد اللين:

 ويلحق بالمد العارض للسكون، وتكون عندما يقع السكون بعد حرف لين الواو والياء الساكنتين المفتوح ما قبلهما مثل: ((عَلَيْهِم دَائِرَة السَّوءِ)) ((مِنْ شيءٍ)) ((قُرَيش)) ((البَيْت)) ويمد حركتان ويجوز مده أكثر.

5. المد البدل: 

هو في الأصل عبارة عن همزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة، أدخلت الثانية في الأولى فأبدلت الأولى مدا من جنس حركتها أما ظاهرة الواضح لنا، فهو أن تأتي الهمزة قبل حرف مد في كلمة واحدة، مثل: ((هَل آمَنكُم عَلَيْه)) أصله بهمزتين ”أأمنكم“ أوتي: أُأْتي. أدخلت الثانية في الأولى وأبدلت مدا من جنس حركة الأولى، ومثل: ”إيمانا“ أصله إأمانا، أبدلت الهمزة من كل منهما حرفا ولهذا سمي مد البدل ومقداره حركتان.

6. المد اللازم الكلمي المثقل:

 ويكون إذا وقع في كلمة واحدة بعد المد حرف ساكن أصلي ثابت دائماً، يكون مدغماً ولذلك سمي الكلمي المثقل أي في كلمة واحدة، ومدغم كذلك مثل: الطامَّة، الحاقَّة، الصاخَّة، الضالِّين. ويمد إلى ست حركات.

7. المد اللازم الكلمي المخفف: 

ويكون إذا وقع في كلمة واحدة حرف ساكن أصلي ولكنه غير مدغم، وذلك سمي بالمخفف، مثل كلمة الآن في قوله تعالى: ((الآنَ وَقد عَصَيْت قبل))، فتنطق آلآن، وتمد إلى ست حركات.

8. المد اللازم الحرف المثقل:

 وذلك عند اجتماع السكون الأصلي والإدغام بعد حرف المد في حرف واحد هجاؤه ثلاثة أحرف كما نجد في أوائل السور مثل: ((ألم))، فينطق ألف لام ميم. فاللام تمد مدا لازما مثقلا لوقوعها بعد سكون أصلي مدغم، وتمد إلى ست حركات.

9.  المد اللازم الحرفي المخفف:

 ويكون عند وقوع الحرف الساكن الأصلي غير المدغم بعد حرف من حروف أوائل بعض السور مثل حرفي الطاء والياء من طه، ويس، والميم من حم. لأن حرف المد في ميم عند قولك حاميم أتى بعده سكون أصلي غير مدغم، ويمد خمس حركات إلى ست.

والفرد المسلم في حاجة ماسة لتعلم احكام التجويد لانه لاغنى لأي مسلم عن تلاوة القرآن.القرآن الكريم عندما تتلوه ترتاح نفسك وتسكن روحك وتشعر بمتعه وسعادة لم تشعر بهما مع غيره.

اللهم اجعلنا ممن يتلونه حق تلاوته، ويفهمون معانيه ويطبقون ما فيه.

اذا وجدت ذلك مفيدا، اترك لنا تعليقك للمناقشة.. 





تعليقات